المرأة بين الماضي والحاضر

المرأة بين الماضي والحاضر | مرابط

الكاتب: مصطفى لطفى المنفلوطي

588 مشاهدة

تم النشر منذ سنتين

عاشت المرأة حقبة من دهرها هادئة مطمئنة في بيتها، راضية عن نفسها، وعن عيشها، ترى السعادة كلَّ السعادة في واجب تؤديه لنفسها، أو وقفة تقفها بين يدي ربها، أو عطفة تعطفها على ولدها، أو جلسة تجلسها إلى جارتها، وترى الشرف كلَّ الشرف في خضوعها لأبيها، وائتمارها بأمر زوجها، ونزولها عند رضاهما، وكانت تفهم معنى الحبِّ، وتجهل معنى الغرام، فتحبُّ زوجها كما تحبُّ ولدها؛ لأنَّه ولدها، فإن رأى النساء أنَّ الحبَّ أساس الزواج رأت أنَّ الزواج أساس الحبِّ..

فقلتم لها: إنَّ هؤلاء الذين يستبدون بأمرك من أهلك ليسوا بأكبر منك عقلًا، ولا أفضل رأيًا، فلا حقَّ لهم في السلطان الذي يزعمونه لأنفسهم عليك. فازدرت أباها، وتمرَّدت على زوجها، وأصبح البيت الذي كان بالأمس عرسًا من الأعراس الضاحكة، مناحة لا تهدأ نارها.

وقلتم لها: إنَّ الحبَّ أساس الزواج. فما زالت تقلِّب عينيها في وجوه الرجال، صاعدة متحدرة، حتى شغلها الحبُّ عن الزواج.
وقلتم لها: إنَّ سعادة المرأة في حياتها أن يكون زوجها عشيقها. وما كانت تعرف إلَّا أنَّ الزوج غير العشيق، فأصبحت تطلب في كلِّ يوم زوجًا جديدًا، يُحيي من لوعة الحبِّ ما أمات القديم، فلا قديمًا استبقت، ولا جديدًا أفادت.

يا قوم إنَّا نضرع إليكم أن تتركوا البقية الباقية في نساء الأمة آمنات مطمئنات في بيوتهن، ولا تزعجوهن بأحلامكم وآمالكم، كما أزعجتم من قبلهن، فكلُّ جرح من جروح الأمة له دواء، إلا جرح الشرف فلا دواء له.

 


 

المصدر:

الحديقة لمحب الدين الخطيب

تنويه: نشر مقال أو مقتطف معين لكاتب معين لا يعنى بالضرورة تزكية الكاتب أو تبنى جميع أفكاره.

الكلمات المفتاحية:

#المرأة-المسلمة
اقرأ أيضا
عين الخصم! | مرابط
مقالات

عين الخصم!


عندما تحاور من يستشكل أو يشكك في أحكام الإسلام فلا يفوتنك شيء مهم وهو أن لدى بعض من تحاورهم خللا منهجيا يجب أن تسلط الضوء عليه لتظهر قوة موقفك فمثلا قد يسألونك عن سبب التحريم للحم الخنزير وفي خلفية سؤالهم أنهم يطلبون مصدرا معينا من المعارف وهو المصدر الحسي والتجريبي والواقع أن اختزال المعرفة في الحس والتجريب خلل منهجي سائد في الغرب

بقلم: د. طارق عنقاوي
321
الليبرالية في ميزان الإسلام | مرابط
الليبرالية

الليبرالية في ميزان الإسلام


الليبرالية هي وجه آخر من وجوه العلمانية وهي تعني في الأصل الحرية غير أن معتنقيها يقصدون بها أن يكون الإنسان حرا في أن يفعل ما يشاء ويقول ما يشاء ويعتقد ما يشاء ويحكم بما يشاء فالإنسان عند الليبراليين إله نفسه وعابد هواه غير محكوم بشريعة من الله تعالى

بقلم: مجموعة كتاب
693
الوجود الصهيوني: بين العنف وسياسة الإحلال | مرابط
اقتباسات وقطوف

الوجود الصهيوني: بين العنف وسياسة الإحلال


والكيان الصهيوني غرس غرسا في فلسطين ليلعب دورا قتاليا ضد المنطقة العربية وعلى مستوى من المستويات يمكن القول إن المشروع الصهيوني كان يهدف إلى نقل الفائض البشرى اليهودي من أوروبا إلى فلسطين وتحويله إلى مادة قتالية تخدم المصالح الغربية

بقلم: عبد الوهاب المسيري
544
غربة الدين | مرابط
اقتباسات وقطوف

غربة الدين


قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء ففي الحديث يكشف لنا الرسول الله صلى الله عليه وسلم عن واقعنا الذي نعيش فيه الآن فكما كان أهل مكة والعرب بصفة عامة والعالم أجمع يستغرب الرسالة الإسلامية عند نزولها ويستنكر تعاليمها ويحشد كل الجنود لحرب هذه الدعوة عادت الأيام كما كانت الآن وأصبح عموم الناس الآن يستغرب التعاليم الإسلامية

بقلم: د راغب السرجاني
642
أشراط الساعة رواية ودراية: الدرس الأول ج2 | مرابط
تفريغات

أشراط الساعة رواية ودراية: الدرس الأول ج2


سميت أشراط الساعة أشراطا لأنها علامات على قيام الساعة وهي على الأغلب إن كانت على ذلك وقد يسمى من أشراط الساعة ما لم يكن علامة عليها وإنما هو داخل في أثنائها وذلك أن من علامات الساعة انكدار النجوم وسقوطها أثناء قيام الساعة والساعة حينئذ قد قامت وعليه يعلم أن علامات الساعة منها ما هو سابق لها ومنها ما هو في أثنائها فالعلامة يذكرها على أنها ما يسبق الساعة ويكون تمهيدا لقيامها ومنها ما يكون هو داخلا فيها ومتغلغلا فيها وذلك أن أكثر أشراط الساعة هو سابق لها سواء كان من الكبرى أو من الصغرى

بقلم: عبد العزيز الطريفي
608
مقصود طلب العلم | مرابط
اقتباسات وقطوف

مقصود طلب العلم


كثير من طلبة العلم ليس مقصودهم به إلا تحصيل رياسة أو مال ولكل امرئ ما نوى وأما أهل العلم والدين الذين هم أهله فهو مقصود عندهم لمنفعته لهم وحاجتهم إليه في الدنيا والآخرة كما قال معاذ بن جبل في صفة العلم: إن طلبه لله عبادة ومذاكرته تسبيح والبحث عنه جهاد وتعليمه لمن لا يعلمه صدقة به يعرف الله ويعبد ويمجد الله ويوحد

بقلم: شيخ الإسلام ابن تيمية
391